1- أكاذيب غزو (العراق )

أكدت إدارة (بوش ) على امتلاك (صدام حسين ) أسلحة نووية، وباتت تؤكد على ذلك حتى كان يُنظر إلى من يُشكّك في الادعاء على أنه مسالم أو أحمق؛ فكان لزامًا على الإدارة إيجاد تفسيرات تبرِّر فشلهم في إيجاد تلك الأسلحة بعد الغزو. ألقت إحدى التفسيرات اللوم بشكل مباشر على (صدام ) مدَّعيةً أنه كذب بشأن وجود هذه الأسلحة بهدف إخافة (إيران ) والأمم المتحدة؛ ليمنعهم من غزوه خاصةً بعد خسارته في حرب الخليج. وعلى الرغم من تلك الادعاءات، فلا يوجد دليل على أن (صدام ) كان يحاول إقناع العالم أن (العراق ) كان يمتلك أسلحة نووية.

باختصار، لقد كذبت أمريكا في غزو (العراق ) عدة كذبات أهمها: كذبة الأسحلة النووية، وكذبة تورط (صدام ) مع (أسامة بن لادن )، وكذبة الشروع في إيجاد حل سلمي؛ مع العلم أن قرار الحرب قد اتُّخِذ بالفعل.

2- ما هو الكذب؟

إن قول الصدق هو: أن يعرض الفرد الحقائق على أتمّ وجه وبطريقة مباشرة وأمينة، أما الكذب فهو أن يتحدث الإنسان بمقولة يعرف - أو يشكّ في - عدم صحّتها، ولكنه يأمل أن يظن الآخرون أنها حقيقة؛ فالكذب هو فعل مخطط لخداع جمهور معين. ويتضمن الكذب تأليف حقائق يدرك مؤلفها أنها غير حقيقية، أو إنكار حقائق يعرف أنها صحيحة.

ومن المهم أن نعرف أن التحايل أو التّلفيق، يبدو قريبًا جدًا من الكذب، رغم أن المتحايِل أو الملفِّق لا يدلي بمعلومات خاطئة؛ فمن الممكن أن يختار الفرد أن يذكر بعض المعلومات الصحيحة وأن يسكت عن معلومات أخرى، وهذا لا يُدخله في دائرة الكذب، ولكنه في الوقت نفسه يخرجه من دائرة الصدق؛ ولهذا فالقضاء الأميركي يلزم الشهود في المحكمة، بأن يؤدوا القسم الذي يتعهدون فيه بقول: "الحقيقة، كل الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة "؛ فبتلك الشروط والمحدّدات الثلاثة يمكن التأكّد من عدم تحايل الشاهد.

كما أن إخفاء جزء من الحقيقة في بعض الأحيان، قد يؤدي إلى خداع على نطاق واسع؛ فمثلًا، قبيل بدء الحرب الأميركية على (العراق ) في عام 2003، قامت السلطات الأميركية باستجواب اثنين من كبار قادة تنظيم القاعدة، وهما (خالد شيخ محمد ) و (أبو زبيدة )، وأدلى الاثنان بمعلومات تؤكّد أن صدام حسين كان على وشك عقد تحالف مع (أسامة بن لادن ) - زعيم تنظيم القاعدة - ضد أميركا، ولكنه تراجع عن تلك الفكرة في نهاية الأمر. تمّ التحايل والخداع هنا، عندما قام الرئيس الأميركي (جورج بوش الابن ) وموظفوه بإعلان أمر التحالف ما بين القاعدة و (العراق )، واتّخذوا منه ذريعة للحرب، ولم يذكروا أن التحالف كان مجرد مشروع لم يتم ولم يتحقق على أرض الواقع، وأدى ذلك التحايل المتعمّد إلى الحصول على دعم شعبي ونيابي كبير للحرب على (العراق ).

3- سجلّ الكذب الدولي

4- لماذا تكذب الدول على بعضها البعض؟

5- التخويف والترهيب وأهميته في شنّ الحروب

6- هل يستخدَم أسلوب إثارة الذعر في النظم الديمقراطية؟

7- التّكتُّم الاستيراتيجي واستخدامه في السياسة والحروب

8- هل الأساطير القومية أكذوبة؟ وما علاقتها بالمصالح السياسية؟

9- الأكاذيب الليبرالية وسلبيات الكذب الدولي